تأثير الصدمة النفسية على الدماغ

تأثير الصدمة النفسية على الدماغ ، يعاني أي شخص الصدمات النفسية والتي قد تصل إلى أشهر أو سنوات أو حتى لبقية حياتهم، وغالبًا ما يظهرون خوفًا شديدًا والتوتر في المواقف والأحداث، وهنا يتساءل الكثير هل الصدمة النفسية من الممكن أن  تسبب تلفًا في الدماغ.

تأثير الصدمة النفسية على الدماغ

أظهرت الدراسات أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر فعليًا على وظائف الدماغ بطرق متعددة، والمناطق الثلاث من الدماغ التي تتأثر أكثر هي اللوزة ، الحصين ، والقشرة الأمامية، وتلعب كل منطقة دورًا في تنظيم العواطف والاستجابة للخوف، ولكن بعد الصدمة النفسية ومع اضطراب ما بعد الصدمة، قد تعمل هذه المناطق وتعمل بشكل مختلف عن ذي قبل.

الصدمة وتأثيرها على اللوزة

اللوزة هي جزء من النسيج العصبي في الدماغ المسؤول عن العواطف وغرائز البقاء والذاكرة، ودورها الرئيسي هو اكتشاف الخوف، جمع المعلومات من خلال استخدام الحواس مثل البصر والصوت، سوف تستجيب اللوزة المخية بالشعور بالخوف إذا شعرت بالتهديد، كل هذا يحدث دون وعي من المخ.

عندما تتأثر باضطراب ما بعد الصدمة ، تصبح اللوزة مفرطة النشاط، فأولئك الذين يعانون من الصدمة العاطفية غالبا ما يظهر لديهم الخوف أكثر من الضغوطات الصدمة من غيرها، وفي كثير من الأحيان يمكن أن تؤدي المنبهات إلى فرط النشاط في اللوزة إذا كانت مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالحدث الصادم الذي عانى منه الشخص، وهذا قد يؤدي إلى الإجهاد المزمن ، والخوف المتزايد ، وزيادة التهيج، وهذا قد يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات النوم المختلفة.

الصدمة وتأثيرها على الحصين

الحصين هو جزء من الجهاز الحوفي في الدماغ، تتحمل في الغالب مسؤولية تخزين واسترجاع الذكريات، مع التمييز بين التجارب السابقة والحالية.

عندما يتأثر الانسان بالصدمة  قد يتأثر الحصين جسديًا ؛ وقد أظهرت الدراسات أنه في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قد يكون حجم الحصين أصغر من الآخرين.

من هنا قد يؤثر الحصين على القدرة على استدعاء بعض الذكريات للناجين من الصدمات، قد تكون ذكريات أخرى حية للغاية وعلى ذهن الناجين باستمرار، والبيئات التي تذكر الناجي من صدماته بطرق صغيرة حتى يمكن أن تسبب الخوف والضغط والفزع، وذلك لأنه لا تستطيع التمييز بين الصدمات السابقة والوضع الحالي.

الصدمة وتأثيرها على قشرة الفص الجبهي

القشرة البطنية الأمامية هي جزء من الدماغ ينظم العواطف، وغالبًا ما يتأثر هذا المركز المنظم للعاطفة بعد الصدمة ويصبح عرضة لأجزاء أخرى من الدماغ، وعادة ستشعر اللوزة المخاطية بمشاعر سلبية مثل الخوف، وسوف تتفاعل القشرة المخية بشكل عقلاني مع هذه المشاعر، أما بعد الصدمة فقد يتم التغلب على هذه العقلانية وستواجه قشرة الفص الجبهي صعوبة في تنظيم الخوف والعواطف الأخرى.

لذلك ، فإن هذه الأجزاء الثلاثة من الدماغ – اللوزة ، الحصين ، والقشرة المخية قبل الجبهية هي أكثر المناطق تضرراً من الدماغ من الصدمة، ويمكن أن تجعل الناجين من الصدمة خائفين دائمًا، خاصة عندما تنجم عن الأحداث والمواقف التي تذكرهم بصدماتهم السابقة.

طرق التعافي من الصدمات

يمكن أيضا عكس وظائف اللوزة ، الحصين ، والقشرة الأمامية التي تتأثر بالصدمة، المخ دائم التغير والانتعاش ممكن ويتطلب التغلب على الصدمة بذل جهد، ولكن هناك طرقًا متعددة يمكنك اتباعها والتي من ضمنها :

العلاج الدوائي

طريقة واحدة للتغلب على اضطراب ما بعد الصدمة هي تناول أنواع مختلفة من الأدوية سوف يصفها الأطباء منها :

الأدوية التي تؤثر على الناقلات العصبية ، السيروتونين أو بافراز هذا هو للمساعدة في تحقيق التوازن بين هذه المواد الكيميائية التي تحدث بشكل طبيعي في الدماغ.

مضادات الاكتئاب

مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين

مضادات الذهان

حاصرات بيتا ، أو البنزوديازيبينات.

العلاج النفسي

علاج آخر شائع لمساعدة الناجين الذين يتعافون من الصدمة هو العلاج النفسي وهناك العديد من أنواع العلاج المختلفة ، لكن الهدف الرئيسي هو تغيير عملية التفكير للضحية، قد يشمل ذلك التحدث أو التمارين أو أنواع أخرى من العلاج.

العلاج السلوكي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي المعالجين والمرضى على تحديد جذور الصدمة والمحفزات التي تثير الخوف والإثارة على السطح، بمجرد تحديد هذه المشاكل يعمل المعالج والعميل معًا لاستبدال هذه المشاعر بمشاعر أكثر عقلانية ومحايدة والتغلب على الصدمات بجميع أنواعها.

بعد ذلك ، سيساعد العلاج على التئام المريض شفهيا من خلال التعبير عن الصدمة التي حدثت في الماضيـ هذا يسمح بإطلاق العواطف المرتبطة بالحدث وتقليل ظهور ذكريات الماضي والأعراض الأخرى، إن الحساسية التي يشعر بها المريض من الصدمات هي كل شيء عن القبول والمضي قدماً، وسيكون المريض قادرًا على ترك الصدمات في الماضي والتعلم كيف يعيش نمطًا صحيًا أكثر خاليًا من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.